[center] ذنوب اليل
نكأت بمفردك جـرحا مـا لـه شفـاء
وتـداعـى لـه الجـسـد فـنـدُر الـدواء
مـؤلـم غـيـر ايـلام الهـوى بـضعـه
وإن أنَّ لــه القــلـب فــذاك فـــــداء
ترتاح على الضريح إن ما أُوسدت
بضعة أفكار وجـلَّ لإدراكها العناء
ويرقد يافع وفي جـوفـه من الذنب
كــهــل إن درسـت الـعـمـر سـداء
وإن مــا قـورنـت هـموم بـذنـوب ٍ
فما للهـم ذنب ولــو كــان ابـتــلاء
وعَــظُـــم الجنــوح صدوداً حـتى
ألمّت الخطايـا وأغـرقـت الغطـاء
فما مـن ستـر يفضـح أبـلـغ للـّذي
ينـكـره القلـب والجسـد له احتواء
تــعــصــي إلـــهـــاً يــعـلـم الّـذي
يــخـون الـعـيـن ويـعـلـم الخـفـاء
وتـتـوب عن قـريـب فـأرجـو له
عفواً إذا كــان المــتــاب دعـــاء
ويـغـيـب لـيـلٌ ويــُمسـي غـيـره
فـكـأن الكـون لـيـلٌ مـالـه قضاء
فتـزداد الشجوـن ضنكـاً علـيــك
وتشتدُّ بك لوعةٌ ماعرفتها سواء
تميت الـقـلب وتُفـرده فـي مَظلَمٍ
فسجن الجسد للقلب هـو الـعنـاء
منتصباً بجثةٍ حاكــتهــا مُضغةٌ
إن صَلُحت قد صلُح منك اقتناء
وكم شَقِي بها يـشقـى ولو أصرَّ
فما لـه غيـر الـفنـاء وما له فناء
تغرق في الخيال برهةً تمشي على
شاطـئ فـكأنـك تمشي على ماء
ذاك إن صحوت على قلب كان
قد امتلأ منه الخيـر وزاد الثناء
ريـحٌ تعـصف الـذنــوب وتسلو
لا شيء وتضرب منها الأجواء
فتقـذف ذنـوبـاً عـلــى مـديـنــةٍ
خـلا منهـا الخُـلق وخلا الإخاء
فرُب شمس تــشــرق وتـمـحـو
سيِّئةً ذرفــهـا الـبـاطـن بــكــاء
شحــوبـاً فـي الـوجـه فلـعلّـها
تترك الذنوب إن صدعت اهتداء
وإن ما قُبلت إليـه مسـتـغـفــراً
عن ذنوب اليل فويلي والشقاء
فلا يرتقي من مُلئـت جعـبتـه
طيناً وقد لا يعرف يوماً ارتقاء
24-2-2009
حسام
eng_huss87@yahoo.com